البيانات الضخمة والسعي لتحقيق الأمن الغذائي

مــزارعــون فـي كـــينيا يـــلجأون إلــى تحــــليلات الــبيانــات لــمضاعــفة مــحاصــيلهم

النمو السكاني في ازدياد دائم، والأمر س ّيان بالنسبة إلى مسألة الأمن الغذائي. يقع المزارعون في شتى أنحاء العالم بين سندان إنتاج المزيد من الأغذية لتلبية احتياجات الأعداد المتنامية للسكان ومطرقة الظروف البيئية المتغ ّيرة التي تزيد وسائل الزراعة التقليدية تعقيد ًا. وقد انطلقت «سلطان غرين» وهي شركة زراعة كينية، في مهمة لتساعد المزارعين المحليين في تحقيق هذا الهدف باستعمال برنامج Power BI السحابي من مايكروسوفت لتحليل البيانات.

اعتمد إنتاج الأغذية في الدول الغربية على التصنيع بشكل كبير في العقود الأخيرة، بدعم مستمر من التط ّورات التي شهدتها التكنولوجيا والأنظمة التي فرضتها أسواق التصدير الصارمة. لكن الزراعة في كينيا، في المقلب الآخر، ظ ّلت تحت سيطرة ال َمزارع الصغيرة التي تبيع منتجاتها في الأسواق المحلية.

لاحظ مايلو مواو، مؤسس شركة «سلطان غرين»، مشكلتين مترابطتين؛ أولهما أن المزارعين ربما لا ينتجون الكمية التي يستطيعون إنتاجها، وثانيهما أنه بدون المستندات اللازمة لتتبع عمليات التصدير، لم يكن بوسعهم إثبات سلامة منتجاتهم، الأمر الذي وضع حدود ًا على طرق بيعها.

أمـا الحـل فـبدا بسـيط ًا. بـدون بـنية تـحتية قـائـمة ومـعترف بـھا، كـان واضـح ًا أن الـحوسـبة الـسحابـية ھـي الـطريـق الـمعتمد للمسـتقبل لـتعريـف الـمزارع الـصغيرة بـالـبيانـات الضخـمة.

أما الحل فبدا بسيطًا. بًدون بنية تحتية قائمة ومعترف بها، كان واضحا أن الحوسبة السحابية هي الطريق المعتمد للمستقبل لتعريف المزارع الصغيرة بالبيانات الضخمة.

مضاعفة الإنتاج

يعتبر مواو أن غياب الالتزام بالمعايير هو في أساس كلا المشكلتين، ويقول في هذا الإطار: «تتط ّلب الأغذية المص ّدرة سجلات وإجراءات روتينية تستند إلى أفضل الممارسات، إلى جانب فترات ما بعد الحصاد المخصصة للمراقبة والمساءلة... لكن بحسب خبرتي في المجال، لا يتم اتباع أي من هذه الإجراءات عند إنتاج الأغذية المحلية.»

أما الحل فيكمن في جمع البيانات والتحليلات التي تم ّكن المزارعين من اتباع المعايير والممارسات الدولية وإثبات التزامهم بها.

وقد أنشأ مواو مزرعته الخاصة لإثبات مفهومه. بعد العملعن كثب مع مهندس زراعي، تو ّلى جمع البيانات الورقية، وتحليلها، والتص ّرف بالاستناد إليها. ومع تق ّدم المشروع، استعمل في البداية برنامج مايكروسوفت إكسل، ليعتمد في نهاية المطاف برنامج Power BI من مايكروسوفت أيض ًا. وعن هذه التجربة قال مواو إن مجموعة التحليلات السحابية «أعطتنا معطيات منذ اللحظة التي أدخلنا فيها البيانات، وبدأنا تلقائي ًا باتخاذ قرارات أفضل.»

وفي الإطار عينه، ع ّلق فرانك أوباري، عالم البيانات في «سلطان غرين» قائ ًلا: «إن كنت مزارع ًا، فأنت بحاجة إلى معطياتبوقتهاالمناسب...لمعرفةمتىعليكر ّي المحاصيل ومتى عليك حصادها مث ًلا. وقد أصبح برنامج Power BI أساسي ًا بالنسبة إلينا للحصول على هذه المعطيات.»

وبهـدف الاسـتفادة مـن مـرونـة تحـليلات الـبيانـات، عـملت شـركـة «سـلطان غـريـن» عـلى تـطويـر مـنصتها الـذكـية الـخاصـة بسـلامـة الأغـذيـة، وقـد خـضعت لـلاخـتبارات مـع أربـع مـزارعـين مـن مـقاطـعة مـاكـويـني. اسـتعمل الـمزارعـون الـمنصة لـتع ّقب مـدخـلات أسـاسـية خـاصـة بـالـزراعـة ومـراقـبتها، مـثل اسـتعمال الـمبيدات والـمياه، ومـدخـلات أخـرى عـلى نـطاق أوسـع مـثل تـكالـيف الإنـتاج والـوقـت الـمخصص لـلحصاد، لتحـل بـالـتالـي محـل عـملية جـمع الـبيانـات الـيدويـة الـتي كـانـوا يـعتمدونـها عـلى الأرجـح.

ويـقول أوبـاري فـي هـذا السـياق: «تـساعـد الـمنصة مـديـري الـمزارع عـلى فـهم الـعملية الـتي يـجب الـقيام بـه، وفـي أي وقـت، وكـيفية تـنفيذهـا.» ومـن شـأن هـذا الـبرنـامـج أن يـساعـد الـمزارعـين فـي الاسـتفادة إلـى أقـصى الحـدود مـن عـملياتـهم، وبـالـتالـي إلـى تـقليص هـدر الـموارد وزيـادة الـعائـدات. حـتى أنـه يسـتطيع الـمساهـمة فـي تجـربـة الـمزيـد مـن الـمحاصـيل الـمربـحة، الـتي تـعود عـلى الـ َمزارع بـإيـرادات مـن مـصادر مـتن ّوعـة.

الارتقاء بالمعايير

بالإضافة إلى تحسين الإنتاج، تأمل شركة «سلطان غرين» أن يكون لھا دور في رفع الوعي بشأن معايير سلامة الأغذية عبر القارة الأفريقية. ولتحقيق ھذا الھدف، أطلقت الشركة مشروع المساءلة الاجتماعية في الزراعة المستدامة الخاص بسلامة الأغذية بالتعاون مع مايكروسوفت ومركز الابتكار المناخي في كينيا، من أجل تدريب المزارع النموذجي على التقاط البيانات.

وفـي حـال تـكلّل المشـروع بـالـنجاح، سـيتم ّكن الـمزارعـون مـن شـتى أنـحاء أفـريـقيا مـن اسـتعمال مـنصة «سـلطان غـريـن» وخـدمـات سـحابـة مـايـكروسـوفـت مـن أجـل الـعمل عـلى تـحقيق مـعايـير دولـية لسـلامـة الأغـذيـة، وتـأمـين فـي نـھايـة الـمطاف بـإمـدادت غـذائـية أكـثر إنـتاجـية واسـتقرار ًا لمسـتقبل الـقارة.