هندسة السلامة في مقر العمل

كيف تحافظ الشركة الكويتية لنفط الخليج على سلامة موظفيها في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد

تحتل السلامة سلّم الأولويات في قطاع النفط والغاز. لذلك، عندما تم الإعلان عن أولى حالات فيروس كورونا الإيجابية في المنطقة، أدرك فريق الشركة الكويتية لنفط الخليج أنه بحاجة إلى وضع آلية تحافظ على سلامة العمّال. لأن البديل الوحيد آنذاك تمحور حول إيقاف الإنتاج، ما كان ليخلّف تأثيرات كارثية على الاقتصاد العالمي.

انطوى التحدي على مرحلتين؛ قضت الأولى بالحرص على أن الموظفين جميعهم كانوا بصحة جيدة، والثانية بتتبّع أي عدوى بهدف تجنّب أي تفشّي محتمل للفيروس في الشركة.

في عرض مبهر للبراعة الهندسية، توصّلت الشركة الكويتية لنفط الخليج إلى حلّ في غضون أسبوع واحد فقط، عبر استعمال برامج متوفرة لديها من مايكروسوفت.

عزل عابر للحدود

تتولى الشركة الكويتية لنفط الخليج إدارة حصة الكويت من حقول الغاز والنفط الطبيعية في المنطقة المقسومة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.

ويشرح المهندس أحمد عبدالله صفر، رئيس فريق تقنية المعلومات في الشركة الكويتية لنفط الخليج، قائلاً: «أسفرت جائحة فيروس كورونا المستجد عن تحدّيَين أساسيَّين. برز أحدهما مع الإقفال التام عندما أغلقت كل من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية حدودهما. لقد اعتاد الكثير من أعضاء فريقنا التنقّل بين البلدين يومياً، ولم يعد ذلك ممكناً إطلاقاً.»

ومع اضطرار الموظفين إلى عزل أنفسهم والعودة كل إلى دياره، أدركت الشركة الكويتية لنفط الخليج أنها بحاجة إلى طريقة لتراقب صحة العمّال عن بُعد، حرصاً منها على أخذ الإجازات المرضية بالاعتبار، وتوفير الدعم عند الحاجة، واستمرارية العمل بكل سلاسة.

وتمكّنت الشركة الكويتية لنفط الخليج، باستعمال SharePoint من مايكروسوفت، من إنشاء موقع إلكتروني يستطيع الموظفون تحديث حالتهم الصحية عليه كل يوم. ثم تنتقل هذه البيانات إلى تقارير تحليلية من برنامج Power BI من مايكروسوفت، لتزوّد صورة حديثة عن صحة كل موظف. واللافت أن صفر يقول في هذا الإطار: «لم نستغرق أكثر من أسبوع واحد لتطوير هذا النظام وتشغيله، بما في ذلك تدريب المستخدمين عليه.»

عودة آمنة إلى العمل

مع تخفيف القيود وبدء عودة الموظفين إلى مقر العمل، وجدت الشركة الكويتية لنفط الخليج نفسها أمام مشكلة جديدة: كيفية احتواء تفشّي الحالات بسرعة وبشكل آمن.

ويشرح صفر: «مع Power BI، لدينا القدرة على ربط مصادر بيانات مختلفة بأي منصة. مثلاً، يتم إدخال بيانات فيروس كورونا عبر استمارة معلومات على SharePoint. ونحصل على بيانات إشغال المبنى من نظام الحضور وتطبيق Gate Pass الذي يتولى إدارة زوار الشركة بشكل يومي.»

وفي حال تم التأكيد على وجود إصابة، تستخدم الشركة الكويتية لنفط الخليج هذا التطبيق لتتبّع الموظف بحسب المكان والزمان، والأشخاص الذين تواصل معهم. ويمكّن ذلك الشركة من التدخل لكي تحدّ من انتشار الفيروس بأسرع وقت ممكن.

ومع تقدّم برنامج التلقيح في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية، أضافت الشركة الكويتية لنفط الخليج مدى تقدّم عملية التلقيح إلى بياناتها على SharePoint لكي تفهم أياً من الموظفين أكثر عرضة للخطر ومتى تكون فرص نقل العدوى أقل.

ومع اكتمال تطوير النظام، يضيف صفر: «نستطيع تصوّر الإحصاءات المتراكمة اليومية والأسبوعية، على أدق المستويات. ويتم تقسيم الحالات المؤكدة، ومستويات الحضور والإشغال بحسب المنطقة والجنسية لكي نبني صورة شاملة ومحدّثة لسلامة عملياتنا في دولة الكويت والمملكة على السواء. ما ساعدنا في وضع خطة استمرارية الأعمال بشكل شامل.»

الاستمرارية الاستباقية

لا شك في أن الاستباقية والسرعة اللتين تحلّت بهما الشركة الكويتية لنفط الخليج لحماية موظفيها تُرفع لهما القبعة.

لكن لعل الجانب الذي شكّل المفاجأة الكبرى في هذه المبادرة هو أن الشركة لم تلجأ إلى تكنولوجيا جديدة. كان الحل النهائي في اعتماد أدوات من مايكروسوفت متوفرة أصلاً لديها.

وربما هذا ليس مفاجئاً نظراً إلى أنها شركة تعجّ بالمهندسين، لكنها برهنت عن قوة الأدوات الرقمية على غرار SharePoint وPower BI من مايكروسوفت عندما يتم استعمالها بالشكل الصحيح.

تساعد مايكروسوفت الشركات في مسيرات تحوّلها الرقمي. اكتشف المزيد.