كيف ستحوّل التكنولوجيا هذه المدينة في أفريقيا إلى أكثر المناطق ملاءمةً للعيش بحلول العام 2030

رحلة ثكويني الرقمية في تحوّلها إلى مدينة ذكية

تقع بلدية ثكويني الرقمية، التي تُعرف أيضاً بمدينة ديربان، على ساحل جنوب أفريقيا وتطمح لتصبح "المدينة الأكثر ملاءمةً للعيش بحلول العام 2030 في أفريقيا."

ولتحقيق هذه الرؤية، قامت البلدية بتبني التحول التقني في كل جانب من جوانب إدارة المدينة، مسخّرة الأدوات البيانية لتعزيز الكفاءة من جهة وتحسين جودة الخدمات التي يحظى المقيمون، والمستثمرون، والزوّار على حد سواء.

تعتقد مدينة ديربان، أنها حين تصبح "مدينة ذكية" تتمتع بشبكة اتصالات متينة، و نظام حوكمة جيد، وتقوم على البيانات، فإنها بذلك تكون قد حققت الرؤية التي حددتها لمستقبلها. غير أن تحويل مدينة برمّتها رقمياً ليس بالمهمة السهلة. لذلك، ومن أجل تحقيق طموح بهذا الحجم، أبرمت ثكويني الرقمية شراكة مع مزوّد خدمات تكنولوجية متمرس في مجال المشاريع الضخمة من هذا النوع ، حيث وقع الاختيار بطبيعة الحال على شركة مايكروسوفت.

التحوّل الرقمي في البلدية

شكّلت الرقمنة محوراً أساسياً لطموح ثكويني الرقمية منذ البداية، وعلى حدّ قول الرئيس التنفيذي للمعلومات في المدينة، روبرت دلاميني: "وضعت بلدية ثكويني رؤية لتصبح المدينة الأكثر ملاءمةً للعيش بحلول العام 2030. ويقضي أبرز مبادئ هذه الرؤية بتحوّل المدينة رقمياً من خلال الاستفادة من التقدّم التكنولوجي في العالم." فتحقيق ذلك ليس بالأمر السهل، حيث تعيّن على ثكويني تخطّي عقبة أساسية في بداية رحلتها، ألا وهي البنية التحتية المتزعزعة.

وفي هذا الإطار، قال لويجي خوزوايو، نائب رئيس أنظمة الأساطيل والامتثال: "واجهتنا مشكلة عندما اكتشفنا أن نظامنا غير مستقر، فقد كنا نخسر البيانات ولم تكن محدّثة."

وانطلاقاً من هذا الواقع، بدأت شركة مايكروسوفت، بمساعدة المدينة بنقل بيانات تكنولوجيا معلومات المدينة إلى سحابة مايكروسوفت أزور بثقة و أمان، لكي تستضيفها بالتالي على خوادم مايكروسوفت . وأدّى ذلك مباشرة إلى حلّ مشكلة التخزين المحلي، والطاقة المتقلّبة ، ومشكلات الاتصال.

التحوّل إلى مدينة ذكية

عندما تفشّى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أثبتت بنية مايكروسوفت التحتية جدارتها، فقامت بتزويد بلدية ثكويني الرقمية بما يلزم لتبقلى المدينة على اتصال وتستمر بتقديم خدماتها إلى المواطنين في ظل مواصلة و انجاز عمليّاتها عن بُعد.

هذا واستخدم المجلس بشكل مكثّف برنامج مايكروسوفت تيمز من أجل التواصل مع المواطنين وقادة الأعمال، من خلال دعوة المجموعتين إلى اجتماعات افتراضية عبر الإنترنت، وتحديثهما بشكل مباشر عن تطوّرات الجائحة، والخطوات التي اتّخذها المجلس للتصدّي لها، حيث ساعدت مايكروسوفت في ترقية التكنولوجيا المستخدمة عبر المدينة. قال باربو سيوبرساد، المشرف الأول في شرطة مترو ديربان: "طرحت مايكروسوفت في الأسواق الكاميرات المثبتة على لوحات القيادة، والكاميرات المثبتة على الجسم، بالإضافة إلى جاز الصعق الكهربائي وأنظمة الكاميرات التي تتعرّف تلقائياً إلى لوحة الأرقام. وبوسعنا استخدام البيانات التي نحصل عليها بهدف خفض مستوى الجرائم."

وبفضل عملية دمج الأقسام القائمة على خدمات سحابة أزور، تستطيع هذه البيانات أيضاً تحسين الخدمة في أقسام أخرى والإبلاغ عن التخطيط والسياسات المستقبلية.

التخطيط القائم على البيانات

حقّقت أدوات البيانات المتوفرة في مايكروسوفت أزور الأثر الأكبر على الإطلاق. وعنه يقول الدكتور سانديل مباثا، المدير الأول في قسم الأبحاث ودعم السياسات: "لقد غيّر القسم طريقة تفكيره حيال استعمال البيانات وآلية صنع القرار للحث على البدء باستعمال البيانات والذكاء الاجتماعي من أجل التعمق أكثر في معطيات مختلف وحدات الأعمال من أجل حل أي مشكلات قد نواجهها."

وشددت السيدة نومازوي ملوما نائب رئيس خدمة العملاء ، أن هذه العملية أساسية من أجل تحقيق رؤية ثكويني الرقمية، قائلة: "لقد خطونا الخطوة الأولى نحو التحوّل إلى مدينة ذكية تقوم على البيانات، وذلك عندما بدأنا باستعمال البيانات والذكاء الاصطناعي، ولوحات القيادة. فمدينة تصغي إلى متطلّبات مواطنيها، وتتفاعل معهم، وتستجيب لهم، لكي تصبح المدينة الأكثر ملاءمةً للعيش بحلول العام 2030، وتحقّق الرؤية التي وضعتها."

وبفضل هذه المقاربة الشاملة القائمة على الأدلة والبراهين، التي أصبحت ممكنة مع أدوات البيانات من مايكروسوفت، يبدو أن ثكويني الرقمية على الطريق الصحيح لتحقيق هدفها.

تساعد مايكروسوفت الشركات في مسيرات تحوّلها الرقمي. اكتشف المزيد.