نجم مطوّري المواطنين يصعد إثر جائحة كورونا

شـركـة الــــطيران الــتي تــمنح مــوظــفيها فـرصـة الابــــتكار

عندما عصفت جائحة فيروس كورونا المستجد بمعظم دول العالم وهددت حياة الملايين من الأشخاص، لم يكن أمام الشركات سوى القليل من الوقت لاتخاذ قرارات مصيرية. وبالنسبة إلى قطاع السفر، تب ّين أن اتخاذ مثل هذه القرارات كان أكثر صعوب ًة مقارن ًة بأ ّي قطاع آخر. ففي ظ ّل تو ّقف معظم الخدمات على المستوى العالمي وبقاء الموظفين في منازلهم في مختلف البلدان، بدت الخيارات محدودة، وأصبح عامل الوقت في غاية الأهمية.

وبالنسبة إلى قطاع السفر، تب ّين أن اتخاذ مثل هذه القرارات كان أكثر صعوب ًة مقارن ًة بأ ّي قطاع آخر. ففي ظ ّل تو ّقف معظم الخدمات على المستوى العالمي وبقاء الموظفين في منازلهم في مختلف البلدان، بدت الخيارات محدودة، وأصبح عامل الوقت في غاية الأهمية.

لكن أمام هذا الواقع الحافل بالضغوط التي لا مف ّر منها، لاح في الأفق بصيص أمل حيث بدأت بعض الشركات تتص ّدى لهذه التح ّديات متس ّلحة بعاملي المرونة والسرعة اللذين غالب ًا ما تتح ّلى بهما الشركات الناشئة.

يكمن الهدف الأولي الذي تسعى الات ّحاد للطيران إلى تحقيقه على مستوى التحول الرقمي في توحيد موظفيًها، وذلك من خلال كسر حواجز العزلة إقليميا وبين أقسامها.

التوحيد الدولي

يكمن الهدف الأولي الذي تسعى الاتحاد للطيران إلى تحقيقه على مستوى التحوّل الرقمي ًفي توحيد موظفيها، وذلك من خلال كسر حواجز العزلة إقليميا وبين أقسامها. وكان من الضروري أن يكون الجميع قد حظي بنفس التجارب والخبرات والفرص في مختلف المجالات حيث تزاول الشركة أنشطتها، وذلك لبلورة الأفكار وتح ّولها إلى واقع ملموس.

تعليق ًا على ذلك، أفاد أبي ديف، رئيس قسم التكنولوجيا الرقمية ومسار قيمة الابتكار ضمن برنامج العمليات الجوية ومج ّمع المطار الجديد الذي تنفذه مجموعة الاتحاد للطيران، أن "المهارات المتن ّوعة التي تتم ّتع بها قوانا العاملة تكشف عن مستوى عا ٍل من القدرات المعرفية، من حيث طريقة تفكير الأشخاص، وتواصلهم، وماهية العوامل التي تحفزهم". وتابع قائ ًلا إن "الاتحاد للطيران تفتخر بالابتكار وبطريقة التفكير خارج الإطار المألوف اللذين يزدهران في هذه البيئة".

لكن نظر ًا إلى مجموعة التكنولوجيات المتباينة، كان لا ب ّد من إجراء بعض التغييرات قبل أن تتم ّكن الناقلة الجوية من الاستفادة من مواهب موظفيها. وأشار ديف في هذا الإطار إلى أن الاتحاد للطيران "كانت تملك أربع أدوات منفصلة لعقد مؤتمرات عبر الفيديو ، إلى جانب أداة مستقلة لإدارة العلاقات مع العملاء. إلا أن عامل التوحيد هو ما كنا نفتقد إليه فع ًلا".

من المطار إلى غرفة الجلوس

"بفضل برنامج مايكروسوفت 365، باتت الفرصة سانحة للتعاون بين ِفرق العمل المتعددة، ولا يقتصر ذلك على طاقم الطائرة والأفراد ضمن مركز قيادة العمليات، بل يشمل أيض ًا الأفراد الجالسين في غرفة المعيشة أو المنزل"، على ح ّد قول ديف. إلى ذلك، اعتبر فنكاتاكريشنان بالاسوبرامانيان، مدير التع ّلم والتطوير لدى الاتحاد للطيران، أن "الخطوات التي اتخذناها في ظ ّل استخدام برنامج مايكروسوفت تيمز وأدوات باور آبس تم ّثل تح ّو ًلا فعلي ًا في طرق التواصل، وإعداد التقارير، وسبل استفادة الموظفين من الأدوات المتاحة لهم".

وتابع قائ ًلا إننا "نستخدم برنامج مايكروسوفت تيمز باعتباره أداة للتعاون بين الأقسام ومركز ًا للإنتاجية"، لافت ًا إلى أن "ك ّل مجموعة من الموظفين ضمن الأقسام تملك القناة الخاصة بها ضمن البرنامج، ويستطيع الأفراد، انطلاق ًا من هذه القنوات، الوصول إلى وثائقهم، ومواد الدورات التدريبية، وأ ّي تطبيق ُيعنى بأعمال المجموعة".

بفضل أدوات باور آبس استطاعت الاتحاد للطيران التو ّصل إلى حلول خاصة بك ّل قسم، ثم أحدث ك ّل من هذه الحلول بدوره أثر ًا في العديد من مجالات الأعمال الأخرى. وأصبح ك ّل تطبيق جزء ًا لا يتجزأ من إدارة المرافق، حيث يجمع بين متط ّلبات التنظيف، أو التح ّركات المكتبية، أو إقامة طاقم الطائرة، أو المسائل المتع ّلقة بالصيانة. ومن خلال توحيد الطلبات الصادرة عن مختلف أقسام العمل ضمن مكان واحد، قام قسم المرافق باستبدال الاتصالات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني بنظام إصدار التذاكر المتكامل.

المرونة على مستوى التوحيد

لقد كانت الاتحاد للطيران مؤسسة تقوم على تواجد الموظفين ومزاولة أعمالهم في مكاتبهم إلى ح ّد كبير، لذا لم يكن من المستغرب، حين تفشى فيروس كورونا المستجد، أن تضطر الناقلة الجوية إلى الاستجابة بسرعة لهذه الجائحة أو المخاطرة بفقدان الزخم وك ّل الإنجازات التي حققتها على مستوى التحوّل الرقمي لغاية يومنا الحاضر.

ولفت ديف إلى أن "هذا المشهد جديد بالنسبة إلينا. فنحن لم نكن نتعاون مع العديد من ِفرق العمل في الوقت الفعلي، ولم نكن قادرين على العمل انطلاق ًا من منصة واحدة، أو مشاركة شاشاتنا، أو رؤية التغيرات عند حصولها. وأصبح التعاون في الوقت الفعلي الذي بات في متناول جميع الموظفين لدى الاتحاد للطيران يش ّكل الفرصة التي أتاحها برنامج مايكروسوفت تيمز".

قد تح ّول برنامج مايكروسوفت تيمز من كونه أداة للتعاون تربط بين الأشخاص في مختلف المكاتب إلى هذا المركز الحيوي في مكان العمل الرقمي الجديد. وفي غضون أيام، بدأ جميع موظفي الاتحاد للطيران الذين يستطيعون مزاولة عملهم من منازلهم، ونسبتهم 70 في المئة، بالعمل من المنزل بدوام كامل. وأفاد ديف أن "برنامج مايكروسوفت تيمز بات يش ّكل محور معظم الأعمال والأنشطة التي نمارسها لم ّدة ثمانية ساعات في اليوم. ولا أظن صراح ًة أننا كنا سنتم ّكن من العمل من منازلنا من دون هذا البرنامج".

لقد استطاعت الاتحاد للطيران من الانتقال إلى نموذج قائم على العمل عن بعد بسلاسة مثيرة للإعجاب. ولا ش ّك في أن مسار الناقلة نحو تحقيق النجاح كان ليكون حاف ًلا بالمطبات لولا مجموعة المواهب الملتزمة والمفعمة بالنشاط التي تتم ّتع بها. ومن الممكن أن تكون الجائحة قد أ ّدت إلى تفاقم الوضع، لكن ما نشهده اليوم هو تح ّول ثقافي ضمن الشركة بشكل يحرص على صمودها في الساحة وعدم زوالها مهما اشتدت الصعاب.